مع تواصل الأعراس واقتراب شهر رمضان.. دعوات لمنع الألعاب النارية
أصبحت ظاهرة إطلاق الأعيرة والألعاب النارية والمفرقعات في الأفراح والمناسبات السعيدة، وأحيانا من قبيل المتعة وتضييع الوقت وقتل الزهق والملل، ظاهرة مقيتة تسيء لعادات وتقاليد شعبنا، وقد حولت الأفراح إلى أتراح وأحزان في أحيان كثيرة .
ضحايا كثيرة
قبل أيام راح ضحية كل هذا العبث المواطن عبد الكريم عابد (50 عاما) من بلدة قبلان جنوب نابلس، وأيضا أصيب الفتى مهدي عزام فوزي 12 سنه برصاصة في الفخذ، كما حول إلى مستشفى نابلس التخصصي شاب كان يحلم في مستقبل مقبل وزواج وأولاد، وراح ضحية هذا العبث برصاصة أدخلته في موت سريري، وأيضا هناك مواطن تفجرت الألعاب النارية في يده وبترتها، وفتية من محافظة رام الله وسلفيت ادخلوا للطوارئ ليخرجوا وقد قطعت بعض اصابعهم وفقدت إحدى عيونهم، وهناك الكثير الكثير من القصص والمآسي عن هذه الظاهرة السيئة ولكننا أخذنا الأحداث القريبة منها.
حلول للمشكلة
احد الأطباء في قسم الطوارئ بسلفيت قال انه يجب أن تتضافر الجهود جميعا كل من موقعه، وخاصة في المدارس والمساجد والمحطات المحلية المسموعة والمرئية، والتي يقع على عاتقها التوعية الجماهيرية لمخاطر هذه الظاهرة، والتي للأسف أصبحت جزءاً من ثقافة شعبنا السلبية، والتي الكل يرفضها ولكن لا يتحرك بشكل كاف لوقفها.
والد احد المصابين بالألعاب النارية، وخلال تواجده في قسم الطوارئ، قال: "نصحت ابني كثيرا بترك هذه العادة ولكني لم أقم بمتابعته، وعلى ضوء انتشار ظاهرة استعمال المفرقعات والألعاب النارية في السنوات الأخيرة، سواءً في الأعراس والمناسبات أو في شهر رمضان والأعياد من قبل الصغار والكبار على حد سواء والخطير في الأمر أن الناس لا تعتبر وتستمر الظاهرة رغم كل المخاطر فإنني أدرك الآن حجم خطورتها واعترف بتقصيري في منع ابني من استخدامها.
مشكلة الألعاب النارية تكمن في أن الكثير من الباعة، ورغم منع هذه المفرقعات قانونياً، يبيعونها في متاجرهم سعيا منهم في جني شواقل معدودة على حساب حياة الناس وراحتهم، وإلا فكيف نفسر قيام تاجر ببيع هذه المخاطر لطفل لا يتجاوز عمره الـ (13) سنة وأحيانا أقل من هذا بكثير.
رأي الدين
دعا الشيخ "أبو محمد"، ويحمل شهادة جامعية من جامعة النجاح الوطنية في الفقه والتشريع، إلى منع استعمال المفرقعات والألعاب النارية وبشكل شرعي، طالما ترتب على استخدامها ضرر بالأشخاص والممتلكات للأحاديث الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا ضرر ولا ضرار"، وقال أيضا "لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً" وقال أيضاً: "من أشار إلى أخيه بحديدة فلا تزال الملائكة تلعنه حتى يضعها وان كان أخاه لأبيه وأمه"، سواء كان هذا الضرر في أنفس الأشخاص أو أموالهم أو بإدخال الرعب والخوف على قلوب المارة لأنه من الأذى المنهي عنه.
ويضيف: "فكيف إذا أضفنا إلى ذلك إضاعة المال والتبذير المنهي عنه، واستعمال هذه المفرقعات على أبواب المساجد بحيث تشوش على المصلين، وعند الإفطار وحتى في السحور ، واستعمالها في ساعات الليل المتأخرة فترعب الأطفال وتقض مضاجعهم وتزعج الناس.....
من أجل كل هذا يمنع استعمال هذه الألعاب شرعاً، ومن يفعل ذلك فهو آثم وسيحاسب أمام الله تعالى يوم القيامة.
وأعرب أبو محمد عن أمله ان يسعى كل فلسطيني للامتناع عن استعمال المفرقعات حفاظا على سلامته وحياته أولاً، وعلى ماله أيضا، ومنعاً لإزعاج الآخرين وتعريض حياتهم للخطر.