الحرب الباردة(الإستقطاب):
حرب عقائدية وفكرية وتنافس عقائدي بين النظرية الشيوعية والرأسمالية أو بين المعسكرين الغربي بزعامة الولايات المتحدة(الرأسمالية) والشرقي بزعامة الإتحاد السوفياتي(الشيوعية) وسعي كل منها لضم دول أُخرى لجانبها أي هذا الصراع النفسي إنعكس على النفوذ والسيطرة (من ناحية إجتماعية وسياسية) على أُوروبا وعوامله: الفوارق العقائدية، سباق التسلح، الصراع الإقتصادي، الصراع على مناطق نفوذ في العالم خاصةً في أُوروبا.
بدأت هذه الحرب عام 1945 مجرد القضاء على النازية في ألمانية. لكن بدأت بشكل رسمي عام 1947 على أثر إعلان مبدأ ترومان الذي أصدره رئيس الولايات المتحدة ومضمونه تقديم مساعدات عسكرية وإقتصادية لكل من تركيا واليونان بقيمة 400 مليون دولار والهدف من ذلك وقف الزحف الشيوعي(منع سيطرة الشيوعيين على تركيا واليونان) حيث نشبت ثورة في اليونان وإنتشرت الإضرابات في تركيا وجعلها دولة شيوعية ولقد نجح ترومان في هدفه ومبدأ ترومان منع وقوع دولة ضعيفة التي ممكن أن تقع تحت النظام الشيوعي كتركيا واليونان.
ظروف إصداره:
1.خطر إنتشار الشيوعية في تركيا واليونان على أثر الثورة.
2.بريطانيا أعلنت إنها لا تستطيع الوقوف أمام الشيوعية وإعترفت بضعفها.
لقد إعتبرت الإتحاد السوفياتي مبدأ ترومان كإستعمار أمريكي.
أسباب الحرب الباردة:
1.الصراع العقائدي(بين الشيوعية والرأسمالية) وكل منهما يسعى لفرض سيطرته ومبدئه في جميع أنحاء العالم.
2.الأحلاف العسكرية والتوتر في العلاقات بين المعسكرين.
3.سباق التسلح في مجال الذرة والصواريخ وبالذات أن أمريكا كانت بيدها القنبلة الذرية وقد سعى الإتحاد السوفياتي الحصول عليها(المظهر الثاني من مظاهر الحرب الباردة- إذ الطرفين يخافوا من قوة الآخر مما منع نشوب حرب عالمية ثالثة لقد سمي ذالك- ميزان الرُعب).
4.التنافس الإقتصادي بهدف ضمان مواد الخام والسوق والسيطرة على مناطق نفوذ.
5.رغبة الإتحاد السوفياتي في فرض سيطرتها على دول أُوروبا الشرقية ومعارضة دول أُوروبا الغربية وأمريكا لهذا(مصير أُوروبا).
6.الخلاف حول مصير ألمانيا حيث إن الإتحاد السوفياتي أراد توحيد ألمانيا وتكون تحت النظام الشيوعي أما دول غرب أُوروبا والولايات المتحدة أرادوا أن تكون تحت النظام الرأسمالي
مشروع مارشل:
مشروع أمريكي ومارشل هو وزير الخارجية الولايات المتحدة. هذا المشروع هو مشروع إقتصادي مُكمل لمبدأ ترومان بموجبه تقدم الولايات المتحدة مساعدات إقتصادية لدول أوروبا دون إستثناء شرقي أو غربي، والهدف منه إعادة تعمير ما هدمته الحرب ومقاومة نفوذ الإتحاد السوفياتي في أُوروبا والذي أخذ يزداد في أُوروبا على أثر الفقر والمجاعة وعدم الإستقرار أما الهدف الثاني هو إنتعاش إقتصاد أُوروبا مما يساعد على إنفتاح السوق الأُوروبية أمام المنتوجات الأمريكية وجائت على أثر مؤتمر موسكو في نيسان عام 1947 حول حياد ألمانيا ونزع سلاحها لمدة 40 سنة.
الرد على هذا المشروع:
لقد إستقبلت دول غرب أوروبا هذا المشروع بحماس وأُقيمت المنظمة الأُوروبية للتعاون الإقتصادي الأُوروبي بهدف توزيع المساعدات التي ستقدمها الولايات المتحدة الأمريكية.
لقد رفض الإتحاد السوفياتي ودول شرق أُوروبا هذا المشروع حيث إعتبرته مشروع إستعماري وذلك من مظاهر الحرب الباردة فلقد أدى إلى إنقسام أُوروبا إلى قسمين: أُوروبا الشرقية الشيوعية وأوروبا الغربية الرأسمالية.
لقد أقام الإتحاد السوفياتي الكومنفروم عام 1947 والتي تجمع بين الأحزاب الشيوعية وتسعى لنشر الحكم الشيوعي.
أدى إلى إنقلاب بالغ عام 1948 وسيطرة الشيوعيين على تشيكوسلوفاكيا بالقوة إلى إشتداد التوتر في العلاقات بين المعسكرين وقد جاء هذا الإنقلاب لنية تشيكوسلوفاكيا التحرر من النظام الشيوعي. بالإضافة إلى فشل المؤتمرات التي عُقدت من أجل حل قضية ألمانيا وتحديد وتحديد ووضع دول أُوروبا الشرقية(مؤتمر موسكو) في اذار وعلى أثر فشل هذا المؤتمر نشبت أزمة برلين وهو حصار فرضه الإتحاد السوفياتي على برلين.
أزمات الحرب الباردة(إحدتهم في القارة الأسيوية، وأُخرى في أُوروبا، والأخيرة في القارة الأمريكية)