منتدى احنا الطلبة
اهلاً بك فى منتدى احنا الطلبه يسعدنا ويشرفنا ان تشترك معنا بالتسجيل
وبعد ذلك تسطتيع التمتع بكل خدمات المنتدى مجاناً
منتدى احنا الطلبة
اهلاً بك فى منتدى احنا الطلبه يسعدنا ويشرفنا ان تشترك معنا بالتسجيل
وبعد ذلك تسطتيع التمتع بكل خدمات المنتدى مجاناً
منتدى احنا الطلبة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى احنا الطلبة


 
الرئيسيةالرئيسية  البوابهالبوابه  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 لست حزينا لرحيل الافعى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الصقر الجارح
المدير العام عمرو محمد
المدير العام عمرو محمد
الصقر الجارح


ذكر
القوس
عدد المساهمات : 3025
سمعة المساهمه : 52421
تاريخ الميلاد : 30/11/1996
تاريخ التسجيل : 25/04/2009
العمر : 27

لست حزينا لرحيل الافعى Empty
مُساهمةموضوع: لست حزينا لرحيل الافعى   لست حزينا لرحيل الافعى Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 21, 2009 6:52 am

· فجر يوم جميل من أيام الربيع، كنت عائدا من رحلة صيد بحرية، الأسماك على ظهري, ودن النبيذ الفارغ في يدي اليمنى، وحين بلغت شارعا من شوارع مدينة الطاسيلي أبصرت امرأة قادمة باتجاهي, وبدت لي حسنة المنظر رائعة الجمال، ولما اقتربت منها أصابتني الدهشة, فسقطت مغمِي علي من أثرها، ولم أفق إلآ بعد عشرين قرنا من ذلك,لأراها مرة أخرى في مدينة الطاسيلي، كانت تتجه نحوي ورأيتها رائعة فاتنة، فقدت توازني ولم أجد الأسماك ولا الدن الفارغ.
قصدتها وقد عزمت على فعل شيئ يكسر ذلك الذهول العجيب, إقتربت منها، كان ضوؤها يغمرني،وظلت دهشتي تزداد، وتحولت إلى ضوء كاشف سقط على جدران الطاسيلي أشكالا ورسومات، لأراها بعد قرون أخرى عندما كنت أقاتل في صفوف يوغرطة،كانت تحمل درعا وسيفا وسهاما وتركب فرسا بيضاء,وتقاتل الرومان.
لم أكن أعرف من كان يمنع عني تلك الضربات من الأعداء، ولكني كنت أرى ضوءا محيطا بي ولم أرها إلا في شوارع بونة، كنت هذه المرة أيضا عائدا من رحلة صيد بحرية أحمل الأسماك على ظهري ودون النبيذ الفارغ بيدي اليمنى أقصد القديس أوغستين.
وقبل أعوام قليلة كنت أقود سيارة متوسطة الحال، أتنقل في شوارع المدينة، كنت فرحا وسعيدا بجمال الطقس, وهناء النفس،أبحث عن البهجة على محيا الأطفال، ونظافة الشوارع، وأبحث عن قاعة اجتماع العمال، وعثرت أخيرا على قاعة كبيرة زينت بلافتات خطت بلغة يمنية أصابتها نوائب الدهر وخطب الأعوام فكسرت رجل لها هنا ويد هناك.
وجلست أنتظر الخطبة والخطباء، توقعت أن أسمع صوتا كالذي كنت أسمعه في سوق عكاظ ينادي هل من جائع فقير فنطعمه؟ أو متعب فنحمله؟ أو خائف فنؤمنه؟.
وحزنت حين لم أسمع شيئا من ذلك، ولكني سمعت لغة لم أفهم منها سوى ألفاظ وصراخ يدل على غضب الخطباء، فعرفت أن الحال على غير ما يرام، وأشحت بوجهي إلى جهات القاعة علني أعرف من أمارات الوجوه ما إذا كانوا يفهمون، ورأيتها، ميم نون، جالسة مع الجالسين، ورأتني فارتسمت على وجهها سعادة المفاجأة، غير أني سعدت لابتسامتها البلورية. ورأيت في عينيها طرقا لا يحلق سالكها التعب، ولما تزل رائعة الجمال، صارخة الأنوثة، مشرقة الحضور، يتكشف لنا ظهرها عمره الذي ضاع وما سوف يضيع.
والتقينا، ودعتني إلى بيتها المبني على صخرة ممتدة في البحر، منعزل عن الضوضاء.
أحضرت أسماكا أنضجتها ثم أخرجت برميلا من نبيذ معتق، رتبت كل شيء على طاولة خشبية شاحبة اللون من أثر السنين.
وبينما انهمكت في لذة الأكل رأيتها تنسحب إلى الخلف وتتأملنـي ،كان حضورها يدفعني أكثر إلى الأكل و الشرب مبتهجا.
***
آه ميم نون ! !
من غيرك رتب طاولة للأكل ولم يجلس كي يأكل منها؟؟
من غيرك يصنع أفراحا للآخر ثم يراقبها ؟؟
وسعدت بقربها زمنا لست أعيش غيره غير نادم و لا حزين، ولكني ما زلت أقتات من أمل اللقاء بها يوما.
**
ميم
نون
وجه يمنح أشياءك بهجتها
يخلع أحزانك مهما ثقلت
مهما طال الوقت بها
حين تراها مقبلة تختال كأفعى
يساقط من عينيك بريق الفرحة
فاخلع نعليك بباب مدينتها كي تدخل
مملكة العشاق
توحد بجمال الأشياء و لا ترهبها
هيا ياذا القادم مسحورا بعمارات الكلمات .
ميم
نون
هربت من بين القديسات إلى صدري
وبكت أعوام النفي بعيدا عني،
وشكت لي ما عاناه آوغوستين جراء الجري وراء الله نهارا
ليطاردها ليلا بين شوارع (هيبون)
منتعلا أشواك العشق وملتحفا أحلام الصبية
مسكين آوغوستين
وعظيم آوغوستين
ميم
نون
كتبت إصحاحات أوغوستين
من يعرفها أو يتبعها ترميه بعيدا في الأعماق وترجع سابحة
كعروس البحر لتلقى البحارين يغنون ويعبون كؤوسهم نخبا
للعودة
ما أحلى عودتها في فجر اليوم التالي
***
حين ينام البحارون ويستيقظ فجرا أوغستين مع الفلاحين
ليبحث عنها يلقاها نائمة في واحدة من سفن الصيد الملقاة
على الشاطئ
لا يوقظها…
أوغسيتن جميل لا يوقظ امرأة أخذتها
الأحلام إلى مملكة الله فقد يرسلها الله إليه ضحى أو ليلا
حين يكون العالم أوسع من هيبون وأصغر من أنثى
قد يحضنها و ينام…
أواه… أوغوستين جميل
لا يوقظ أنثى كي يحضنها وينام…
أكتب يا أوغستين
فقد تأتيك ملطخة بالعشب وبالملح وبالطين
لترجو صحفك عنها
هل تتردد؟
إصفح عنها
علمنا الله الصفح
وأنت القائل معترفا:
كم أخطأت إلهي فاصفح عني
****
ميم
نون
آلهة من عشب أم آلهة من طين
وأراه أوغستين يرتب هذا العالم في خلوته
يبكي في الليل و يشكو للروح… عذابات الروح…
وتساءل أوغوستين
ربي ماذا يفعل بالروح الصيادون وقد
ألقوا بشباكهم في البحر، وتصاعدت الخمرة في الرأس،
وأوغل في حلكته الليل،
وتصاعدت الأنفاس الحرى، وتجمعت
الأسماك بقاع الشبكة،
والأشواق احتدمت بقرار القلب
ويسائل نفسه :
ربي…
أي الصيادين اللحظة يملأ أذنيها أنفاسه؟
أي الصيادين اللحظة تمتد أنامله ليعريها؟
أي الصيادين؟ أي الصيادين؟ أي الصيادين؟
فيما يعترف الآن إليها ويقول:
قلب المرء صفوح،
قلب المرء صفوح،
قلب المرء صفوح،
والقارب يوغل في البحر،
وتوغل في القلب الأشواق
وتوغل في الروح الآلام
وأنت تردد:
قلب المرء صفوح
قلب المرء صفوح
تفتش بونة بالمصباح الزيتي لتبحث عنها
فتعلمها الحكمة، ثم تعلمها كيف يكون الوعد، وكيف تكون
الرحمة بالمخلوقات، وكيف يحب الإنسان أخاه الإنسان،
وكيف يكون جميع الناس سعيدين
آه يا أغوستين
أي الصيادين اللحظة يطفئ جمرته
في البحر ثم يردد ما أنت
تقول
قلب المرء صفوح
قلب المرء صفوح
قلب المرء صفوح
***
في أعماق الموج الصاخب
كانت تروى للصيادين حكايتها
فتقول:
هذي الأرض لنا، والبحر لنا،
ولأوغستين الحكمة والمصباح الزيتي وآهات الليل الداجي
آه كم كنت وحيدا وجميلا يا أسق أوغستين… !
علق في البحر الصيادون…
بكتها النسوة ظلم الرومان
وبعد الأحباب
وبرد شتاء العام الماضي
***
وانهمر الصوت الآخر يجلو أصداف الأعماق
ربي…
كيف أواجه هذا السحر المتدفق في الآفاق
إنك خالق هذا الضوء
وإني لفراشة…
فتعهدني بالحكمة والصبر
وامنح لجناحي القوة واجعل ضوءك
هذا بردا وسلاما…
ربي أنت مددت يديك الغاليتين لكي
تدخلني هذي النار
فلا تحرقني
ربي،
ربي,
ضاعت لغة البحار، واندثر الصوت،
تلاشى في صخب الموج
وحشجرة الدمع
وظلت امرأة ترنو نحو الأفق العالي
حيث يعود القارب للمرفأ والبحار إلى
كوخ في أعلى القرية.
يحمل أسماكا، دن نبيذ خاو،
[size=16]تلقاه على رابية الكوخ[/size
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
لست حزينا لرحيل الافعى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» انشودة عيون الافعى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى احنا الطلبة :: لشعر والشعراء والروايات المتدواله :: الشعر والشعراء-
انتقل الى: