لماذا يشعر الانسان بالميول الى الانتحار؟ وما هي الاسباب التي قد تدفعه لإيذاء نفسه؟ وما هي العلامات والاشارات التي يجب الالتفات اليها؟ مقال هام وقصير عن الانتحار للتنبيه والتنويه!
يُعرّف الانتحار لغويًّا بأنّه قتل النفس بالنفس، ومن الناحية النفسية فقد عرفت هذه العملية بأنّها عملية توجيه العنف والعدوانية إلى الذات (الداخل) في حال الغضب على الآخرين أو على الذات والشّعور المتواصل بالذنب.
عند الحديث عن المراهقة، من المهم الفصل بين ثلاثة مستويات، وهي: التصرّفات الانتحارية، محاولات الانتحار، والقيام بعملية الانتحار والنجاح بها.
التصرّفات الانتحارية:
هي التصرّفات التي يقوم بها الفرد بشكل اندفاعيّ وبدون تفكير بعواقبها، وتتحكّم فيها المشاعر. أبرز هذه التصرّفات عند الشباب، وخاصة الذكور منهم، هي قيادة السيارة بشكل متهوّر واستعمال العنف تجاه الآخرين والإدمان بأنواعه المختلفة، وبالنسبة للإناث فهناك تصرفات انتحارية أبرزها تجويع الذات.
محاولات الانتحار:
وهي عملية القيام بقتل النفس بوسائل مختلفة، تفشل هذه المحاولات في الوصول إلى الهدف المرجوّ لأسباب عديدة، منها أن محاولة الانتحار هدفها الأساسيّ هو لفت الانتباه وطلب المساعدة من المحيطين بالشخص نفسه.
تشير الأبحاث إلى أن محاولات الانتحار تكون أكبر لدى الإناث، إلا أنّ الذكور ينجحون أكثر في محاولاتهم.
الانتحار:
كما ذكر سابقًا فإنّها عملية توجيه العنف والعدوانية إلى الذات، وهذه الظاهرة خطرة وآخذة بالازدياد. سأذكر أسبابها وأبعادها والإشارات لاحتمال حدوثها.
الأسباب الدافعة إلى الانتحار:
تشير الأبحاث إلى أنّ 50% من حالات الانتحار هي نتيجةً لوجود مرض نفسيّ لدى الشخص، خاصة مرض الاكتئاب العياديّ، وله أسباب عضوية منها نقص السيروتين، أو الاكتئاب ثنائيّ القطبين (الذي يتميّز بالاكتئاب الذي يسبقه الإحساس بفقدان السيطرة على النفس والنشاط المبالغ به). إضافة إلى مرض الفصام.
الانتحار يتمّ ف حال وجود المرض وعدم التوازن من ناحية العلاج الدوائيّ، فيكون الشخص عرضةً للتفكير بالانتحار، وعلى الأغلب من غير الممكن منع عمليّة الانتحار.
لأسباب الأخرى، في حال عدم وجود مرض نفسيّ، متعدّدة ومنها:
الأسباب الاجتماعية:
زيادة نسبة الطلاق, مرض الإيدز, انتشار الكحول والمخدّرات, اتساع استعمال الإنترنت الذي ينشر أعمال الانتحار، ويعطيها شرعية أحيانًا. توفّر وسائل الانتحار مثل الأدوية والسيّارات والسلاح.
الأسباب الشخصية:
بالنسبة للمراهقين فإنّ نسبة الانتحار بينهم آخذة بالازدياد بسبب الضغوط النفسية التي يمرّون بها في هذه المرحلة الحياتية، حيث يكونون عرضة لضغوطات بخصوص الهوية الجنسية والميول المثلية، ولضغوطات من أبناء جيلهم وفشلهم في التعليم، ومرورهم بأزمة عاطفية ناتجة عن صدمة، مثل فقدان عزيز، الشعور بالوحدة واليأس والإحباط المتواصل وعدم رؤية حلول مشاكلهم في الأفق.
إنّ الأشخاص الذين يفكّرون بالانتحار لا يشاركون الآخرين بالصّعوبات التي يعيشونها، أو بالأحرى لا يعتبرون أنّ هناك إمكانيّة لمشاركة غيرهم، فهم يعتبرون أنفسهم وحيدين، وتكون لديهم نظرة سوداوية جدًّا، وتفكير غير مرن يرافقه شعور بالذنب.
من الجدير بالذكر أنّ أحد الأبحاث حول موضوع الانتحار بين فئات الشباب يشير إلى أنّ 38% من المراهقين العرب المشتركين بالبحث قالوا إنّهم لا يجدون أحدًا يتحدّثون معه حول مشاكلهم.
العلامات والإشارات:
التكلّم عن الموت والانتحار بكثرة.
التكلّم عن الغياب والهروب.
التكلّم عن فقدان الأمل والشعور بالذنب.
فقدان القدرة على التمتّع بالأمور المحبّبة للشخص سابقًا.
اضطراب التفكير والتركيز.
تغيّر عادات النوم والطعام بشكل واضح.
إهمال المراهق لنفسه، كإهمال نظافته الشخصية.
تعاطي الكحول أو المخدرات والقيادة المتهوّرة.
هناك عامل هامّ هو العدوى: أي الانكشاف على الانتحار، فنجد موجة من الانتحار عند التحدّث عنه في وسائل الإعلام.
طرق العلاج:
إكساب الأفراد، وخاصة المُراهقين، مهاراتٍ حياتية لتطوير الحصانة الذاتية، وذلك من خلال برامج لرفع الوعي، وأيضًا من خلال العلاج النفسيّ العاطفي الفرديّ. في حالات معيّنة يمكن الدمج ما بين العلاج النفسي الاجتماعي والعلاج الدوائيّ الذي يعطيه طبيب نفسيّ مختصّ.
[/center]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]