الحمد لله الكريم والصلاة والسلام على النبي المصطفى الأمين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
قسم ابن القيم رحمه الله تعالى مراتب الشيطان في اغواء بني آدم إلى سبع مراتب،
وجعل الاشتغال بالمفضول عن الفاضل في المرتبة السادسة.
فقال رحمه الله:
"المرتبة السادسة وهو أن يشغله بالعمل المفضول عما هو أفضل منه ليزيح عنه الفضيلة
ويفوته ثواب العمل الفاضل فيأمره بفعل الخير المفضول ويحضه عليه ويحسنه له
إذا تضمن ترك ما هو أفضل وأعلى منه
وقل من يتنبه لهذا من الناس فإنه إذا رأى فيه داعيا قويا ومحركا إلى نوع من الطاعة لا يشك أنه طاعة وقربة،
فإنه لا يكاد يقول إن هذا الداعي من الشيطان فإن الشيطان لا يأمر بخير،
ويرى أن هذا خير فيقول هذا الداعي من الله،
وهو معذور ولم يصل علمه إلى أن الشيطان يأمر بسبعين باباً من أبواب الخير
إما ليتوصل بها إلى باب واحد من الشر وإما ليفوت بها خيراً أعظم من تلك السبعين باباً وأجل وأفضل،
وهذا لا يتوصل إلى معرفته إلا بنور من الله يقذفه في قلب العبد يكون سببه تجريد متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم
وشدة عنايته بمراتب الأعمال عند الله وأحبها إليه وأرضاها له وأنفعها للعبد وأعمها نصيحة لله ولرسوله ولكتابه ولعباده المؤمنين وخاصتهم وعامتهم
ولا يعرف هذا إلا من كان من ورثة الرسول صلى الله عليه وسلم ونوابه في الآية وخلفائه في الأرض وأكثر الخلق محجوبون عن ذلك فلا يخطر بقلوبهم، والله يمنُّ بفضله على من يشاء من عباده،
انتهى كلامه رحمه الله تعالى، (بدائع الفوائد 261/2 - 262) .
قال صاحب المقال جزاه الله خيرا :
( الكلام غالب على ظني بتمامه ، لقد نقلته في عجالة ، ومن رأى فيه خللا نقصا أو زيادة فليعجّل في إبلاغي وأكون شاكرا له )
ـ بعض الإخوة ـ هداهم الله ـ تعوّدوا أداء صلاة الوتر في المسجد بعد أداء الواجبة العشاء ، وتركوا الفاضل وهو صلاتها في البيت .
ـ بعض الإخوة ـ هداهم الله ـ يبقى يتصفح في النت من مقال إلى آخر أو يخرج من غرفة ويدخل أخرى ولو كانت تنقل كلام العلماء الموثوقين ، فيفوّت وقت أذكار الصباح أو المساء أو ما هو أعظم من ذلك تكبيرة الإحرام مع الإمام . ( وما تقرّب إليّ عبدي بشيئ أحبّ إليّ مما افترضته عليه ) ، ناهيك عمّن تفوته الصلاة بالكلّية .
والأمثلة كثيرة فقيسوا بارك الله فيكم هذا بكلام ابن القيّم وانظروا حالكم ، أصلح الله أعمالكم ووفقكم لما فيه خيرإنه ولي ذلك والقادر عليه ، وصلي اللهم وسلّم على نبيّنا محمد . والله أعلم .