السماء تحتضن الغيوم بكل شوق وحنان,,,
والأرض ترقص فرحاً بنزول الأمطار ,,,
والرعد يطرب صوته الأذان ,,,
والبرق يضئ القلوب وينير الأبصار ,,,
هذه أجواء أغلب البلاد هذه الأيام فلله الحمد على ما تفضل به وأنعم علينا بنزول الأمطار
ونسأله سبحانه أن يجعلها امطار خير وبركة ويعم بنفعها البلاد والعباد
وبهذه المناسبة أحببت أن أضيف مواضيع تناسب هذه المناسبة المباركة
خطبة للشيخ عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله ,, أنقلها بتصرف قليل
عبادَ الله، نعمُ الله عظيمة وآلاؤه جسيمة، ومِن نعمه علينا هطولُ هذه الأمطار العظيمة النافعة التي أحيى الله بها الأرضَ بعد موتها، وأعاد للنفوس النشاطَ والقوّة، والحمد لله على فضلِه.
نعمةٌ من نعم الله تحتاج منّا إلى شكر الله عليها والقيام بما أوجبَ الله وأن يُعلمَ أنّ هذا فضل من الله تفضّل به علينا، يقول الله جلّ وعلا: {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ } [الشورى: 28]،
ويقول: {وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [الروم: 49، 50].
فسبحانَ القادرِ على كلّ شيء، سبحانَ من إذا قال للشّيء: كن فيكون، بينما النّاس يرَون جدبَ الأرض وقلّة المياه أو غورَها في بعض الأماكن إذا هم بهذا الغيثِ المبارك، يملأ أوديتَهم، ويشاهدونه وقد اهتزّت الأرض وربَت من هذا الخيرِ العظيم
{ وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [الحج: 5، 6].
كان نبيّكم يقول: ((اخرُجوا بنا إلى هذا القريبِ عهدٍ بربّه)) [1]، فهو قريب عهد بربّه، ينظر إلى هذا الماءِ المبارك، فيزداد فرحًا وسرورًا.
{ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا } [الفرقان: 48]،
فهو ماءٌ مبارك، وماءٌ طهور
{ وَأَنزَلْنَا مِنْ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا } [النبأ: 14-16]،
ومنّ الله علينا بقوله: { أَفَرَأَيْتُمْ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ أَأَنْتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنْ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ } [الواقعة: 68، 69].
فاشكروا الله على نعمائِه، واستعينوا بذلك على طاعتِه، يقول : ((عجب ربّك من قنوطِ عبادِه وقرب غِيَره، ينظر إليكم أَزِلين قنِطين، فيظلّ يضحك، يعلم أنّ فرجَكم قريب)) [2].
فسبحانَ القادر على كلّ شيء، سبحانّ المتفضّل والمنعِم والمعطي، لا مانعَ لما أعطى، ولا معطيَ لما منع
فلا إله إلا الله، ما أعظمَ فرجَه، وما أعظم فضله وإحسانَه، فعلينا أن نستعينَ بهذه النّعم في إرضاءِ مَن أنعم بها
فاشكروا اللهَ على نعمتِه، وقيّدوها بشكر الله والثناءِ على الله والاعتراف له بالفضلِ وأن تكون سببًا لعلاج القلوبِ واستقامة الحال، فلِلّه الفضلُ والمنّة أوّلاً وآخرًا { وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ } [إبراهيم: 7].
فقابِلوا نعمَ الله بشكرِها، وقابلوها بالثناءِ عليه، وقابلوها بالقيام بما أوجَب { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ } [الملك: 30]، إنّما يأتي به الله القادر عليه
فاحمَدوا الله على نعمائه، واشكروه على فضله وإحسانِه، واسألوه المزيدَ من كرمِه وجوده، واستعينوا بما أنعَم عليكم على مرضاتِه عنكم.
نسأل الله شكرَ نعمتِه وحسنَ عبادتِه وأن يجعلَنا من الشّاكرين الذاكرين، إنّه على كلّ شيء قدير
.
هذه الصورة تم تصغيرها تلقائيا . إضغط هنا لعرض الصورة بحجمها الطبيعي. أبعاد الصورة الأصلية 640x480 .
قال الشيخ صالخ حفظه الله
{ وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُّبَارَكاً}
فالله حكم وقضى وأخبر أن المطر الذي ينزل من السماء مطر مبارك ،
ولهذا كان صلى الله عليه وسلم يسارع إليه يحسر ثوبه عن ذراعه حتى يصيبه المطر، ويقول : " إنه حديث عهد بربي "
سلسلة دروس التفسير /6
هذه الصورة تم تصغيرها تلقائيا . إضغط هنا لعرض الصورة بحجمها الطبيعي. أبعاد الصورة الأصلية 665x446 .
للشيخ عائض القرني موضوع قيم عن المطر والرعد ,, فلنتابع روائعه
قال سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: { أَوْ كَصَيِّبٍ }
[البقرة:19]
والصيب:
المطر؛ ولأهل العلم في الصيب قولان:
1- القول الأول: هو المطر، وهو الصحيح.
2- القول الثاني: هو كل ما ينزل من السماء من رذاذ وطش وسحاب وما يشابهه، قاله ابن قتيبة ، ولكن الرأي الأول هو الأحسن، فالصيب الذي يصوب.
وللمطر أسماء منها: (الوكل- الغادي- الوسمي- الولي- الطش- الرش- المطر- الغيث-... إلخ)
والعجيب أن الغالب في القرآن إذا ذكر الله المطر فهو للعذاب: { وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ } [الشعراء:173].
وإذا ذكر الله الغيث فهو للرحمة، وهذا في الغالب؛ ولذلك يقول صلى الله عليه وسلم: ( مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث )
ولم يقل: المطر.
وقسم ابن الجوزي في المدهش أقسام المطر، فقال:
الرش والطش والغادي والولي والوسمي وغيرها من الأسماء التي تبلغ العشرات.
فأما الرش فهو: الذي ينزل رذاذاً قطرة قطرة.
وأما الطش فهو: الأكثر منه.
وأما الغادي: فغالباً يأتي في أول النهار.
وأما الولي فهو: الذي يسبقه مطر كثيف، ثم يأتي مباشرة.
وأما الوسمي فهو: يأتي على ميقات من الزمن.
وأما الديمة فهو: الذي يستمر دائماً.
وسبحان الذي جعل في المطر آيات، وله حكمة بالغة تبارك وتعالى.
وذكر بعض أهل العلم كـابن الجوزي :
أن من أسباب إجابة الدعاء: نزول الغيث، ولذلك ترتاح القلوب إذا سمعت الطش والرش، وأنت تسأل الله أن ينزل على قلبك رحمةً كما أنزل على الأرض رحمةً سُبحَانَهُ وَتَعَالَى.
حقيقة الرعد
هذه الصورة تم تصغيرها تلقائيا . إضغط هنا لعرض الصورة بحجمها الطبيعي. أبعاد الصورة الأصلية 700x470 .
قال سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: (أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ ) [البقرة:19]
هنا أمور:
والمفسرون لهم في الرعد ثلاثة أقوال:
القول الأول هو: صوت الملك يزجر السحاب، وهذا فيه حديث عند أحمد وهو حديث صحيح نص عليه الترمذي والنسائي .
القول الثاني: هو ريح تختنق بين السماء والأرض.
القول الثالث: اصطكاك أجرام السحاب.
أما القول الأخير : فهو لبعض المفسرين المتقدمين، وهو قول لعلماء الهيئة وأهل التكنولوجيا الحديثة والعلم الحديث
وأما الأقوال السابقة فقد نسب القول الأول إلى المعصوم الذي وقفت عليه أنه صحيح عنه صلى الله عليه وسلم، وإذا صح الكلام عنه صلى الله عليه وسلم فلا نعدل إلى كلام غيره مهما كان كائنٌ من الناس، وكلام الذي يعارضه -مهما كان- ويعارض.
إذن فنجعل كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المقبول
وقد يجتمع مع كلام غيره وليس هناك مانع أن نجمع بينه وبين القول الثالث أنها اصطكاك السحـاب، فقد يكون الملك يقول هذا القول ويحدث الاصطكـاك في نفس الوقت والله أعلم.
ماهية البرق :
أما قوله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: { أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ } [البقرة:19]
فلأهل العلم في البرق ثلاثة أقوال:
القول الأول: هو مخاريق يسوق بها الملك السحاب، وهذا الحديث عند أحمد والترمذي والنسائي ، وهو صحيح.
القول الثاني: تتلالؤ الماء، في السحب، وهو قول لبعض السلف .
القول الثالث: هو نار تنقدح من اصطكاك السحاب، وهذا القول الثالث لبعض علماء الهيئة من المحدثين، والقول الأول نقدمه ولا بأس أن نجمع بينه وبين الثالث في أنه قد يحدث الصوت مع الاصطكاك، أو قد يحدث الصوت مع هذا اللون والنور، فيكون في وقت واحد.
أسأل الله العظيم أن ينفعني وإياكم بما نقلت وأن يبارك لنا فيما رزقنا
أعجبني كثيراً فنقلته لكم مع بعض التعديلات /