قال تعالى
(رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً )
هو ربّ السماوات والأرض-
--المعنى مفهوم--
فالسماوات هي العوالم العلويّة--
والأرض هي العوالم السّفليّة--
طيب فما هو الشيء الذي بينهما ؟؟
الذي بينهما الأجواء--أو ما نسميه الفضاء الفارغ من الهواء والذي فيه هواء--
أمّا الإصطبار فهو مزيد الصبر---والصبر كما قال صاحب المفردات (الصبر: الإمساك في ضيق، يقال: صبرت الدابة: حبستها بلا علف، وصبرت فلانا: خلفته خلفة لا خروج له منها،
والصبر: حبس النفس على ما يقتضيه العقل والشرع، أو عما يقتضيان حبسها عنه،)وهو في هذه الآية متضمن لمعنى المكابدة والتّحمل--
--وقد عدّيت باللام لا بعلى كما في قوله "{وَٱصْطَبِرْ عَلَيْهَا} [طه: 132] " لتتضمّن معنى الثبات ---كأنّه قال "واثبت لها مصطبرا"
أمّا قوله " هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً" فالجملة تفيد معنى الإستفهام الإستنكاري-- وهي تعليليّة لأمره عزّ وجلّ للرسول بالإصطبار لعبادته--فكأنّه قيل واصطبر لعبادته لأنّه ليس له سمي.
وقد اختلف المفسّرون في معنى "سميّا " والأولى عندي أن يكون معناها المضاهي والشبيه في الصفات والأفعال--إذ مقتضى الكلام المدح بذكر الصفات ومن تمام المدح أن يقال عنه تعالى ليس له شبيه ولا مماثل ولا مضاه له
قال إبن عاشور
(وجملة { هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً } واقعة موقع التعليل للأمر بعبادته والاصطبار عليها.
والسميّ هنا الأحسن أن يكون بمعنى المُسامي، أي المماثل في شؤونه كلها. فعن ابن عباس أنه فسّره بالنظير، مأخوذاً من المساماة فهو فعيل بمعنى فاعل، لكنه أخذ من المزيد كقول عمرو بن معد يكرب:أمن ريحانةَ الداعي السميع
أي المُسمع. وكما سمي تعالى " الحكيم " ، أي المُحكم للأمور، فالسميّ هنا بمعنى المماثل في الصفات بحيث تكون المماثلة في الصفات كالمساماة